vendredi 14 mai 2010

قاسيون | الرهانات في «معاقبة» اليونان ـ ترجمة مازن كم الماز

ريك وولف: ترجمة مازن كم الماز ـ قاسيون/ انفجرت الرأسمالية العالمية من الداخل في عام 2007 . الأسباب الرئيسية لأزمة الرأسمالية تشتمل على :
1 – نهاية الزيادات الفعلية في الأجور في الولايات المتحدة و حلت محلها زيادة ديون العامل بشكل يتجاوز كثيرا ما يمكن للعامل تحمله
2- قيام قدرة صناعية عالمية زائدة
3 – انفجار المضاربات و الإسراف في الممارسات ذات الخطورة العالية للبنوك , و سائر الشركات المالية و غير المالية و من قبل الأغنياء ,
4 – سوء التفسير المنتظمة لمخاطر الاقتراض من قبل الشركات التي تسعر أو تقيم رأس المال
5 – فشل مراقبة و تنظيم الحكومات التي أصبحت معتمدة بشكل أكبر على الشركات و على الأغنياء ( من أجل المساهمة في الحملات , دعم اللوبيات , الخ ) في ربع القرن الأخير
6 – تزايد مديونية الحكومات
7 – اختلالات هائلة بين تدفق التجارة و رأس المال بين الدول ( و قبل كل شيء العجز التجاري للولايات المتحدة و الفائض التجاري للصين الشعبية )
إن دور اليونان في هذه القائمة محدود لدرجة الانعدام . بيد أن دور العمال اليونانيين كبير فعلا بين الضحايا المحتملين للأزمة الرأسمالية التي لم يتسببوا بها .
عندما ضربت الأزمة الرأسمالية العالمية عام 2007 , زادت اليونان مثل معظم بقية الدول من عجز موازنتها . و كانت تتحمل من قبل عجزا حكوميا كبيرا بالفعل معتمدة بشكل كبير على التوقعات المتفائلة جدا عن إمكانيات الاقتصاد اليوناني على أساس ضعف الأجور ( مقارنة بأوروبا ) و ارتفاع الإنتاجية في الأعوام قبل عام 2007 . هكذا استدانت اليونان كثيرا ( رغم أن بلدان أخرى قد استدانت أكثر منها و لأسباب مشابهة لكنها على الرغم من ذلك لا تعامل كما تعامل اليونان اليوم ) .
مشكلة الدين القومي اليوناني هي أن دولا رأسمالية أخرى , أكبر و أغنى – تلك التي كانت أفعال رأسمالييها هي السبب الرئيسي للأزمة العالمية – قد زادت أيضا اقتراضها بشكل ضخم . إن إقراض هذه الأخيرة أكثر أمنا من إقراض الدول الأفقر و ذات المديونية الأكبر غالبا كاليونان و البرتغال , الخ . لذلك يطالبها الدائنون بدفع معدلات فائدة أعلى بكثير فقط لكي تحصل على المال كي تفي بالتزاماتها تجاه دينها الحالي ( و ربما تحتاج لأن تقترض أكثر , تماما مثل بقية الدول الأخرى , لتتجنب هبوطا تباطؤيا آخر ) . يهدد الدائنون الآن أيضا بوقف إقراضها إذا لم تخفض هذه الدول الأفقر نسبة دينها إلى دخلها القومي ( المعيار الأكثر استخداما للناتج الكلي للبلد و بالتالي قدرتها النهائية على دفع ديونها ) .
لتحصل على المليارات اللازمة لدفع معدلات الفائدة الزائدة و أو لتخفض دينها الكبير , على الحكومات في دول كاليونان أن ترفع الضرائب على شعوبها أو أن تخفض الإنفاق على حاجات شعوبها أو الاثنين معا . هذه الخطوات ستزود الحكومات بالموارد المالية لكي تدفع معدلات الفائدة الأعلى على ديونها و أن تخفض من دينها الهائل .
بلغة بسيطة : جاءت أزمة الرأسمالية العالمية أولا بالتباطؤ الاقتصادي إلى اليونان , و الآن يسعى "التحسن" من هذه الأزمة إلى أن يفرض على الشعب اليوناني مرحلة غير محددة من المعاناة الاقتصادية بينما يقدم الدائنون الأموال في مكان آخر إلى الاقتصادات الرأسمالية الأكبر و الأغنى بحيث يمكنها تجنب فعل ما يطلب اليوم من اليونانيين . ذات قادة رأس المال و الحكومات الذين خلقوا الأزمة يديرون "مرحلة التحسن" بنفس الطريقة .
يجب أن يذكر كل شخص أن الحكومة اليونانية و قادة رأس مالها يجبرون الآن على اتخاذ قرار هام أيضا . هل سيمضون في الخطة ؟ هل سيجبرون جمهور العمال اليونانيين و عوائلهم على دفع ضرائب أكبر , و أن يحصلوا على أجور أقل , و أن يخسروا الخدمات الحكومية في سبيل "خدمة دائني اليونان" ؟ أم أن مقاومة الشعب اليوناني ستحول بينهم و بين هذا ؟ هذا هو الرهان في الإضرابات الكبيرة التي تهز اليونان اليوم .
و كيف قد تعالج هذه المقاومة الأمر بشكل مختلف ؟ قد تطالب في المستقبل القريب في نهاية المطاف بوضع حد للتهرب الكبير من دفع الضرائب من قبل نخبتها من المليارديرات و المليونيرات سواء عن حسابات شركاتهم أو حساباتهم الشخصية . دعهم يدفعوا أخيرا – حسب إمكانياتهم الهائلة – لخدمة دائني اليونان . لكن أخذا بالاعتبار آلياتهم سيئة السمعة للتهرب من الضرائب و التي شحذت عبر القرون سيكون من الأفضل – و عاجلا لا آجلا – إلغاء الشركات اليونانية الخاصة و إعادة تنظيمها كشركات خاضعة لسيطرة العمال تتشارك السلطة مع الحكومة . سوف ينتج مشروعهما المشترك عندها , ليس فقط "انتعاشا" من هذه الأزمة الرأسمالية بالتحديد بل من مجمل النظام الذي يخلق الأزمات الرأسمالية كل عدة سنوات .
إن مقاومة يونانية كهذه قد تحفز أيضا و تلهم حركات موازية في البلدان الأخرى التي يغلي سكانها أيضا لأنهم يحملون تكاليف أزمة لم يتسببوا بها و "انتعاشا" ليس لهم . و هذا ما يجب أن يكون , لأن المقاومة اليونانية ستحتاج حلفاء في أماكن أخرى لكي تنجح و العكس صحيح . إن الأزمة العالمية للرأسمالية هي عبء على الطبقة العاملة في العالم , لكنها أيضا فرصة . الاكتفاء بالمعاناة من الأول مع خسارة الفرصة للإمساك بالثانية سيجعل الأزمة أكثر مأساوية .

ريك وولف أستاذ فخري بجامعة ماساتشوستس في أمهريست و أستاذ زائر في برنامج التخرج في الشؤون الدولية في جامعة المدرسة الجديدة في نيو يورك .

نقلا عن الموقع التقدمي الأمريكي زد نت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire