vendredi 17 octobre 2008

الأزمة المالية: قفزة إلى أمام

الأزمة المالية: قفزة إلى أمام

2008 / 10 / 16

الأزمة المالية: قفزة إلى أمام
الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2008
إسحاق جوشوا
الأزمة المالية الأمريكية متواصلة، ومتعاظمة، وممتدة نحو أوربا.

بعد انفجار الفقاعة العقارية الأمريكية، تعذر على الأسر الأقل قدرة على وفاء الدين، و المقتنية سكنا، دفع ما بذمتها من قروض في أجلها. فجرت معها المؤسسات الدائنة، التي جرت بدورها إلى الإفلاس البنوك التي مولتها، و قادت هذه الأخيرة من جانبها كبريات مؤسسات إعادة التمويل إلى المنزلق.

وها نحن في ثالث تلك المراحل. بات الإفلاس يهدد مؤسستي تمويل العقار الكبيرتين، فريدي ماك Freddie Mac وفاني ماي Fannie Mae. تمنح البنوك قروضا رهنية لاقتناء سكن، وتعيد تلك المؤسستان شراء بعض الديون أو تضمنها، متيحة للبنوك منح قروض جديدة. و اتضح أن العديد من تلك الديون مشوبة بالعيب وأعلنت المؤسستان العملاقين تكبدهما خسائر فادحة في سنة 2007 وفي الشهور الثلاثة الأولى من عام 2008. قضت الشكوك حول جودة الديون مضجع المستثمرين، فانهارت مؤسستا فريدي Freddie وفاني Fannie بوول ستريت، حيث فقدت أسهمهما يوم 11 يوليو/تموز ما يناهز 50% من قيمتها. وفي الآن ذاته أُعلن عن إفلاس بنك انديماك Indymac بكاليفورنيا، أحد أضخم مانحي الديون الرهنية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح بذلك أهم مؤسسة بنكية تنهار بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 24 سنة.

و بإضافة كون البنوك الأمريكية تكشف حاليا عن تكبدها خسائر فادحة جديدة بمناسبة نشر نتائجها للشهور الثلاثة الثانية من عام 2008، ندرك أن الأزمة لم تنته بل استقرت في صلب الجهاز المالي الأمريكي. والواقع أنها تمتد. فهي من جهة تطال مستثمرين ماليين جدد، مثل فاني Fannie وفريدي Freddy، لكن أيضا شركات تأمين، ومؤسسات أقل شهرة لكنها أساسية تسمى« مؤسسات تعزيز الاقتراض» الضامنة للسلفات البنكية والسندات. وتخص من جهة أخرى فئات جديدة من المستدينين، مثل أسر معتبرة حتى ذلك الحين قادرة على وفاء الدين، أو مقاولين عقاريين أو تجار.

ليبرالية للعمال، و تدخل الدولة لصالح الربح. عندما يتهدد الرأسمال خطر ما، تسرع السلطات إلى نجدته وتوضع النظريات الكبرى حول الاستقرار السحري للأسواق على الرف. فالبنك المركزي الأمريكي مستعد لمد مؤسستا فريدي Freddie وفاني Fannie بالسيولة، بما فيه الكفاية. ومنحت الخزينة العامة ديونا جديدة لمؤسستي القروض الرهنية الضخمتين، وأعلنت استعدادها لشراء أسهمهما ( ما من أحد يرغب في شراءها)، وكل ذلك على حساب دافعي الضرائب.

ضاق الخناق على البنوك، فراحت تقيد إجراءات منح القروض ناقلة بذلك الأزمة إلى الاقتصاد الحقيقي. صحيح أن ثمة خطة إنعاش باتت جارية. فعبر إعفاءات ضريبية، تمكنت الأسر من الحصول على مبلغ 168 مليار دولار، أي ما يناهز 1% من النتاج الداخلي الإجمالي بالولايات المتحدة الأمريكية. لكن ماذا سيحدث خلال هذا الخريف، عند استنفاذ مفعولها؟ الخريف هو أيضا اللحظة الرئيسية لأوربا التي أضعفها انفجار الفقاعات العقارية بانجلترا واسبانيا، أوربا حيث تتكاثر أمارات تحول سريع للوضع الاقتصادي، مع أدنى مستوى لمعنويات الأسر وانهيار شديد للإنتاج الصناعي.

بعد الولايات المتحدة الأمريكية عصفت الأزمة بأوربا. وبعد أوربا سيأتي بلا شك دور المناطق الصاعدة. لذلك قد يكشف النموذج «المجرور بالصادرات»، الذي تبنته تلك البلدان عن نواقصه، وينتقل تدهور الوضع في العالم المتطور إلى بلدان مثل الصين والهند. هكذا تجري، من اهتزز إلى آخر، المخاطرة بتوازن العالم. انفجرت الأزمة المالية منذ سنة، وفي مدة قصيرة جدا، لم يمر يوم دون أن تكشف الأزمة عن التعارض بين حاجات السكان ومصالح رأسمالية متعطشة للأرباح. ألم يحن الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها والتذكير بأن أرواحنا أهم من أرباحهم؟

روج عدد 2262، بتاريخ 24/07/2008
تعريب: المناضل-ة





مرسلة من قبل : http://www.almounadil-a.info
المصدر : http://www.almounadil-a.info

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire