28/11/2008
الأسير باسم الخندقجي ـ قاسيون ◄ تشهق في الأعلى ناطحات السحاب في (سدوم الجديدة ) لتحجب عن السماء ما يجري فوق الأرض من حروب و مآسٍ ...هناك ... عند الشواطئ الشرقية للغرب ... رست سفينة (ماي فلور ) المزدحمة بالحجاج الوافدين إلى العالم الجديد ... حيث لذة الاكتشاف و أكثر من أورشليم القدس لاظفاء القداسة على الشجع المتجذر في أعماق العنف البشرية ...
حيث (وول ستريت ) ذلك الوحش الرقمي الضخم الذي يبتلع تطلعات الفقراء و المساكين ... وينهش أحلام الملايين ...
البداية كانت في يوم ( خميس أسود ) من عام 1929 عندما أصابت العالمين الجديد و القديم لعنة اقتصادية تسبب بها سن المراهقة الذي كان يمر به ( وول ستريت ) ... و قتذاك أضيف سبب أخر لبناء ناطحات الإنسانية ألا وهو الانتماء ... كانت الأبراج الشاهقة الملاذ الأخير في 1929 للمستثمرين و الرأسماليين لكي يضعو( نهاية لعبثهم و طعمهم) ...
و لكن ما لبثت تلك الأزمة أن انتهت عندما استغلتها قوى الرجعية و التطرف التي بدأت بإعداد و تأليف النظريات و الإيديولوجيات حسب هواها و رغباتها القاتلة ... و تعززت مسميات مقيتة مثل ( نحن ) و ( هم ) و تجلت بوضوح مؤذ عندما أصرت تلك الأفكار التنويرية الشكل _ الظلامية الجوهر على إدخال العالم في طقوس و احتفالات دموية و مذابح و محارق أدت إلى تخلي السماء و النجوم و الورد و القمر عن الإنسانية .
حينذاك كان ( وول ستريت ) على مشارف التعافي و الشفاء و الانتهاء أيضا من سن المراهقة لكي يدخل في سن الرشد و العقلانية و هذا ما تحقق له ... إذ أنه و لكي يثبت دقة رأسماليته توجه في حملة إنقاذ مقدسة صوب العالم القديم بصحبة الحرية و الديمقراطية وبضع أرقام ... ليصبح السيد الأكبر بعد 1945 و بعد خطة ( ما رشالة ) .
و كبر ( وول ) و كبرت إمبرياليته و لبس ثوب الكوزموبوليتانية الإنسانية و أصبح سيد الأرقام و لا رقم يعلو فوق أرقامه ... و انهارت الاشتراكية التي لم تكن يوما اشتراكية ... و جاء ( فوكي ياما ) بنهاية التاريخ ... و بعده جاء ( هنتجتون ) بصدام الحضارات ... و لكن يبدو أن هنالك ثمة أكثر من نهاية التاريخ لم تبدأ بعد ...
فكما يصاب الملوك بداء النقرس الناتج عن التهامهم للحوم دوما ... فإن ( وول ستريت ) الشره التهم ما تبقى من آمال و تطلعات و أحلام إصلاح النفس الإنسانية ... فأصابته تخمة الرأسمالية في نهاية 2008 مما أدى إلى كسله و عدم قدرته على تقبل الانعكاسات الناتجة عن تناقضات مائدة الرأسمالية التي تصر على حتمية انهيارها .
رأس المال.. أمال حظه فانكسر ظهره و انهار ... و عمليات الإنقاذ و الإنعاش التي يحاول العالم من خلالها غسل معدة ( وول ) الأكول و إخراج و لائم الأرقام الضخمة من داخلها لم تزل تبوء بالفشل ...
و أما الآثار الجانبية فإنها حتما ستكون كارثية بسبب الكسل و النعاس ... و أمهر أطباء الاقتصاد و أكثرهم براعة لن يقوى على معالجة الطمح الرأسمالي ... حتى نبش قبر ( آدم سميث ) و محاولة إحيائه من جديد لمداواة عزيزنا ( وول ) لن تسهم و لن تساعد في إعداد برنامج حمية رقمية كي يستعيد عافيته و شراهته ...
فسميت الذي نادى بحرية السوق و ( دعه يعمل .. دعه يمر ) لا يعلم أن شعاره أصبح ( دعه يقتل .. دعه يستغل ) .
اليوم ...
من ذا الذي ينهض و يأخذ على عاتقه إعداد الوجبة الرقمية الأخيرة ( لوول ) كي يمضي إلى الصفر و بئس المصير ؟
من ذا الذي يتقن التفاهم مع انعكاسات مصيبة ( وول ) لكي يقود ويلهي تطلعات المساكين و المخذولين في الأرض ؟
إنه صراع أرواح و ليس صراع طبقات ...
كل ما يحدث فوق الأرض من مآس و حروب و كوارث و أحزان هو نتاج لمجموعة رغبات و أفعال وتصورات اولغاركية ارتدت أطهر الأثواب و أنقاها لتنفيذ مأربها الجشعة ...
و صراع الأرواح هذا لا يمكن حله إلا عبر تعرية تلك المجموعات الآثمة ! من أثواب الدين و الحرية و المساواة السامية ... و إلقائها في جحيم البرد التي صنعته هي بأيديها الملطخة بدماء الإنسانية .. الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة
الأسير باسم الخندقجي ـ قاسيون ◄ تشهق في الأعلى ناطحات السحاب في (سدوم الجديدة ) لتحجب عن السماء ما يجري فوق الأرض من حروب و مآسٍ ...هناك ... عند الشواطئ الشرقية للغرب ... رست سفينة (ماي فلور ) المزدحمة بالحجاج الوافدين إلى العالم الجديد ... حيث لذة الاكتشاف و أكثر من أورشليم القدس لاظفاء القداسة على الشجع المتجذر في أعماق العنف البشرية ...
حيث (وول ستريت ) ذلك الوحش الرقمي الضخم الذي يبتلع تطلعات الفقراء و المساكين ... وينهش أحلام الملايين ...
البداية كانت في يوم ( خميس أسود ) من عام 1929 عندما أصابت العالمين الجديد و القديم لعنة اقتصادية تسبب بها سن المراهقة الذي كان يمر به ( وول ستريت ) ... و قتذاك أضيف سبب أخر لبناء ناطحات الإنسانية ألا وهو الانتماء ... كانت الأبراج الشاهقة الملاذ الأخير في 1929 للمستثمرين و الرأسماليين لكي يضعو( نهاية لعبثهم و طعمهم) ...
و لكن ما لبثت تلك الأزمة أن انتهت عندما استغلتها قوى الرجعية و التطرف التي بدأت بإعداد و تأليف النظريات و الإيديولوجيات حسب هواها و رغباتها القاتلة ... و تعززت مسميات مقيتة مثل ( نحن ) و ( هم ) و تجلت بوضوح مؤذ عندما أصرت تلك الأفكار التنويرية الشكل _ الظلامية الجوهر على إدخال العالم في طقوس و احتفالات دموية و مذابح و محارق أدت إلى تخلي السماء و النجوم و الورد و القمر عن الإنسانية .
حينذاك كان ( وول ستريت ) على مشارف التعافي و الشفاء و الانتهاء أيضا من سن المراهقة لكي يدخل في سن الرشد و العقلانية و هذا ما تحقق له ... إذ أنه و لكي يثبت دقة رأسماليته توجه في حملة إنقاذ مقدسة صوب العالم القديم بصحبة الحرية و الديمقراطية وبضع أرقام ... ليصبح السيد الأكبر بعد 1945 و بعد خطة ( ما رشالة ) .
و كبر ( وول ) و كبرت إمبرياليته و لبس ثوب الكوزموبوليتانية الإنسانية و أصبح سيد الأرقام و لا رقم يعلو فوق أرقامه ... و انهارت الاشتراكية التي لم تكن يوما اشتراكية ... و جاء ( فوكي ياما ) بنهاية التاريخ ... و بعده جاء ( هنتجتون ) بصدام الحضارات ... و لكن يبدو أن هنالك ثمة أكثر من نهاية التاريخ لم تبدأ بعد ...
فكما يصاب الملوك بداء النقرس الناتج عن التهامهم للحوم دوما ... فإن ( وول ستريت ) الشره التهم ما تبقى من آمال و تطلعات و أحلام إصلاح النفس الإنسانية ... فأصابته تخمة الرأسمالية في نهاية 2008 مما أدى إلى كسله و عدم قدرته على تقبل الانعكاسات الناتجة عن تناقضات مائدة الرأسمالية التي تصر على حتمية انهيارها .
رأس المال.. أمال حظه فانكسر ظهره و انهار ... و عمليات الإنقاذ و الإنعاش التي يحاول العالم من خلالها غسل معدة ( وول ) الأكول و إخراج و لائم الأرقام الضخمة من داخلها لم تزل تبوء بالفشل ...
و أما الآثار الجانبية فإنها حتما ستكون كارثية بسبب الكسل و النعاس ... و أمهر أطباء الاقتصاد و أكثرهم براعة لن يقوى على معالجة الطمح الرأسمالي ... حتى نبش قبر ( آدم سميث ) و محاولة إحيائه من جديد لمداواة عزيزنا ( وول ) لن تسهم و لن تساعد في إعداد برنامج حمية رقمية كي يستعيد عافيته و شراهته ...
فسميت الذي نادى بحرية السوق و ( دعه يعمل .. دعه يمر ) لا يعلم أن شعاره أصبح ( دعه يقتل .. دعه يستغل ) .
اليوم ...
من ذا الذي ينهض و يأخذ على عاتقه إعداد الوجبة الرقمية الأخيرة ( لوول ) كي يمضي إلى الصفر و بئس المصير ؟
من ذا الذي يتقن التفاهم مع انعكاسات مصيبة ( وول ) لكي يقود ويلهي تطلعات المساكين و المخذولين في الأرض ؟
إنه صراع أرواح و ليس صراع طبقات ...
كل ما يحدث فوق الأرض من مآس و حروب و كوارث و أحزان هو نتاج لمجموعة رغبات و أفعال وتصورات اولغاركية ارتدت أطهر الأثواب و أنقاها لتنفيذ مأربها الجشعة ...
و صراع الأرواح هذا لا يمكن حله إلا عبر تعرية تلك المجموعات الآثمة ! من أثواب الدين و الحرية و المساواة السامية ... و إلقائها في جحيم البرد التي صنعته هي بأيديها الملطخة بدماء الإنسانية .. الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire