jeudi 20 novembre 2008

خبير: الرهونات العقارية الأمريكية أكبر عملية احتيال في التاريخ

التاريخ: 20/11/1429 الموافق 19-11-2008 المختصر توقع خبير اقتصادي بارز أن تستمر الأزمة المالية الراهنة لمدة 10 سنوات ولن يستطيع العالم الخروج منها إلا بإحداث تغييرات جوهرية في النظام الاقتصادي الأمريكي والأنظمة المشابهة التي بالغت في السنوات الأخيرة في ابتعاد الدولة عن القيام بدورها المهم في الرقابة على حركة الاقتصاد. واعتبر رجل الأعمال والخبير الاقتصادي العربي طلال أبو غزالة أن ما حصل في أسواق الرهونات العقارية وتحويلها إلى سندات مالية جرى الاستثمار بها على نطاق شديد الاتساع هي "عملية احتيال عالمية كبيرة لا مثيل لها في التاريخ"، أدت إلى الأزمة الهائلة التي نراها حالياً. ويوضح أبو غزالة ذلك قائلا "أن حجم هذه الأسواق ـ أسواق الرهونات ـ يفوق بكثير قدرات الاقتصاد العالمي فالمشتقات وحدها التي أتضح الآن إنها أسواق وهمية يصل حجمها إلى 500 تريليون دولار مقارنة مع 60 تريليون دولار إجمالي حجم الاقتصاد العالمي . وفي حوار أجرته معه صحيفة "دار الخليج" الإماراتية أكد أبو غزالة أن التحول الذي يجري باتجاه إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد لم يعد أمراً يحدث بالتطور التدريجي البطيء كما كان الأمر في الماضي بل إن فقاعة الائتمان التي تنفجر الآن ستجعل مسار هذا التطور يشهد ثورة سريعة أول معالمها هو تغير النظام النقدي في العالم فلن يبقى الدولار الأمريكي هو العملة العالمية الوحيدة لقياس القيمة عالمياً بل ستكون هناك عدة عملات دولية وسيجري القياس على أساس سلة عملات. وأشار الخبير الاقتصادي إلى الأصوات التي تتطالب بتعدد العملات في النظام الاقتصادي العالمي كي لا يبقى العالم بأسره عرضة للانهيار في حال تعرض اقتصاد العملة المهيمنة إلى أزمة قوية كما يحدث الآن، كما ستكون هناك عدة مراكز للحركة المالية دولياً بدلاً من بقاء السوق النقدي الدولي في الولايات المتحدة كما هو الحال الآن. وكما أكد أبو غزالة أنه من التحولات الجذرية التي سيشهدها كذلك قيام القوى الاقتصادية الصاعدة مثل الصين والهند وروسيا التي قد تكون أغنى دولة في العالم بما لديها من موارد بدور أساسي في النظام الاقتصادي الجديد، وهنا سيكون لمنطقتنا العربية دور مهم أيضاً عبر تكتل اقتصادي سينشأ بينها حكماً لا بفعل اتفاقيات التجارة والسوق الحرة وإنما بدفع من المصالح الطبيعية لدولنا وسيمتد هذا التكتل إلى الدول الإسلامية ويرتبط بالتالي مع الصين والهند عبر تكامل اقتصادي واسع بين كل هذه الدول. ويفسر أبو غزالة الإقبال على سندات الخزينة إلى أنه قد يرجع إلى الضغط على دول العالم لشراء هذه السندات، وبهذا المعنى التفوق السياسي الأمريكي يدعم سندات الخزينة، لكن الأمر المهم هنا هو أن الولايات المتحدة أصبحت بذلك أكبر مقترض في العالم وهذه التزامات على الخزينة الأمريكية، فهم يقترضون من كل دول العالم والصين وحدها لديها تريليون دولار في سوق السندات الأمريكي. وعلى الصعيد العربي يوضح الخبير العربي أنه بوجه عام ما يعرف بالأسواق الوهمية أي المشتقات والتي انتقلت إلى أزمة في الأسواق المالية لتصل إلى الاقتصاد الحقيقي، لكن في منطقتنا الأزمة هي فقط في الأسواق المالية فالمشتقات لا تدخل في تكوين اقتصاداتنا ولكن تأثر أسواقنا المالية جاء من تعاملاتنا مع المؤسسات الغربية ومن وجود الاستثمارات الغربية في دولنا، أما على صعيد الاقتصاد الحقيقي فنحن في وضع آمن بفعل دور الدولة في حركة الاقتصاد لدينا عبر رأسمالية الدولة التي ستعتمدها الولايات المتحدة الآن، الرقابة الحكومية على القطاع المصرفي في دولنا منعت دخوله في المتاهات التي وقعت فيها البنوك العالمية. ولذلك استبعد أبو غزالة أن تصل مؤسساتنا إلى أوضاع صعبة كالتي تواجهها المؤسسات الغربية حالياً وان حدثت بعض المشكلات بقدر تعاملنا مع تلك المؤسسات وأسواق الأسهم ستستطيع في النهاية التماسك والتعويض لأن انهيارها ليس ناجماً عن ضعف اقتصاداتنا بقدر ما هو انعكاس لعقلية القطيع التي تحكم عادة الاستثمار بالأسهم. المصدر: محيط

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire